من أحاديثِ الرسولِ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ". ورَدٌ تعني أنّه مَرْدودٌ. وقال صلواتُ اللهِ عليه: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
وقال رسولُ اللهِ لأصحابِه في خُطبةٍ وَجِلْت منها القُلوبُ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
من أقوالِ الصحابةِ والتابعينَ والعلماءِ:
دخل رجلٌ عَلَى ابنِ سيرينَ وجماعتِه، فَفَتح بابًا من أبوابِ القَدَرِ فتكلم فيه، فَقَالَ ابنُ سيرينَ: "إمّا أن تقومَ وإمّا أن نقومَ".
وقال أيوبُ السَّختيانيُّ: "ما ازدادَ صاحبُ بدعةٍ اجتهادًا، إلا ازدادَ من اللَّهِ عزَّ وجلَّ بُعدًا".
وقال سُفيانُ الثَوّريُّ: "مَن سمعَ مِن مُبتدعٍ لم ينفعْه اللَّهُ بما سمع، ومَن صافحَه فقد نقضَ الإسلامَ عُروةً عُروةً".
فإن قال قائلٌ: قد مَدحْتَ السُنّةَ وذممتَ البدعةَ، فالجوابُ أنّ السُنّةَ في اللغةِ هي الطريقُ، وأنّ أهلَ النقلِ والأثرِ المتبِعين آثارَ رَسُولِ اللَّهِ وآثارَ أصحابِه، هم أهلُ السُنّةِ لأنّهم على ذلك الطريقِ، الذي لم يَحدُثْ فيه حادثٌ، وإنما وقعتِ الحوادثُ والبدعُ بعد رَسُولِ اللَّهِ وأصحابِه.
والبدعةُ عبارةٌ عَنْ فعلٍ لم يكنْ فابتُدِع، والأغلبُ في المبتدَعاتِ أنّها تُصادمُ الشريعةَ بالمخالَفةِ، وتُوجبُ التعاطي عليها بزيادةٍ أَوْ نقصانٍ، فإن ابتُدِعَ شيءٌ لا يخالفُ الشريعةَ كان جمهورُ السلفِ يَكرهونه، وكانوا ينْفِرون من كلِّ مبتدَعٍ وإن كان جائزًا، حفظًا للأصلِ وَهُوَ الاتِّباعُ.