مُقدّمة
هل تعلم كم يمكن أن يكون اليوم مُرهِقا من دون حدود؟
ناهيك عن الحياة كلها!
لهذا فإن وضع الحدود هو عمل ضروري للعناية بالذات، ولَفْتَةٌ لطيفة تجاه الآخرين أيضًا.
ستتعلم من خلال هذا الكتاب كيف يمكنك أن تضع حدودًا قوية لتحمي ذاتك. ومن خلال دراساتٍ لحالاتٍ افتراضية، ستتعلم كيفية تطبيقها، وكيفية التعامل مع انتهاكات الحدود الشائعة.
وستفهم كيف أنّ السماح للناس باستغلالك يَضُرَّهُم أيضًا؛
ولماذا قد يكون وضع الحدود، هو أكثر الأفعال نُكرانًا للذات التي يمكنك القيام بها.
عندما تفكر في الأمر، فإن بيئتك المادية محددة بجميع أنواع الحدود الملموسة، كالجدران والأسوار، ولافتات "ممنوع الدخول"، وغيرها.
هذه الحدود موجودة لأسباب وجيهة — مثل السياج السلكي الشائك، حول محطة طاقة نووية، فهو موجود لحمايتك.
الحدود ضرورية أيضًا لحمايتك العاطفية والروحية. وعلى عكس الحدود المادية، فإن الحدود العاطفية والروحية ليست واضحة للجميع، ما يجعل من الصعب أحيانًا وضعها أو فهم حدود الآخرين.
والأسوأ من ذلك، أن فرض حدودك قد يجعلك تشعر بأنك قاسٍ — لكنّ الأمر ليس كذلك.
الرسالة الرئيسية هنا هي: وضع الحدود هو عمل من أعمال اللطف.
عندما تضع حدودًا، فإنك تتحمل مسؤولية احتياجاتك ورغباتك ومشاعرك. ومع ذلك، عندما نفعل ذلك ونُعطي الأولوية لأنفسنا، نشعر أحيانًا وكأننا نتجاهل احتياجات الآخرين.
لكن لنكن واضحين: إنّ وضع حدود صحية لا يعني أنك غير مهتم بمشاكل أو اهتمامات الآخرين. بل يعني ببساطة أنك لست المسؤول الوحيد عنها.
إذا كنت ما زلت غير واثق من هذا الفرق، فلنوضح ذلك بمثال عائلة افتراضية. لنطلق عليهم اسم: عائلة ألفريدو.
عائلة ألفريدو مُحِبَّة، لكن ابنهم جيمس قد ضل طريقه، فقد تم فصله من المدرسة وبدأ بتعاطي المخدرات.
يمكن لعائلة ألفريدو أن تتحمل مسؤولية مشاكل ابنهم من خلال تسجيله في مدرسة أخرى ودفع الغرامات المطلوبة، عندما يتم ضبطه بالمخدرات.
لكن هل سيحل جيمس مشكلته؟
على الأرجحِ لا. فقد تحمل والداه مشكلتهُ بدلاً عنه.
وكان من الممكن أن تتحمل العائلة مسؤوليتها تجاه ابنها، من دون أن تتحمل مشاكله. فيمكنهم الاستماع إليه، ودعمِه، واتخاذ خطوات لمساعدته على التعافي.
هم يعتنون بأنفسهم من خلال وضع تلك الحدود، لكنهم يعتنون بجيمس أيضًا.
لذلك فإنّ وضع الحدود ليس عملًا لطيفًا تجاه نفسك فقط، بل هو عمل محبة تجاه من حولك أيضًا.