الفصل الثامن: الحدود الشخصية والعمل

أحمد معروفٌ بسمعته الطيبة في العمل. فهو شخص إيجابي، ويذهب إلى ما هو أبعد من المطلوب — حتى لو تطلب الأمر السهر ليلاً أو العمل في عطلات نهاية الأسبوع.

وهو ما يبدو رائعًا في مجال العمل، ولكنه أمرٌ كارثي على حياته العائلية.

أحمد يظن أن المشكلة في أنه لا يستطيع أن يرفض طلبًا لأحد.

زوجته جوليا ترى الأمر بشكل مختلف. فأحمد جيد جدًا في مسألة الرفض، لكنه يفعل ذلك مع أسرته فقط. إنه ببساطة أكثر راحة في فرض الحدود في حياته الشخصية أكثر من المِهَنِيّة. لكن أحمد بحاجة لتعلّم أن الحدود ضرورية في العمل كما هي في البيت.

الرسالة الرئيسية: الحدود الشخصية مهمة في الحياة المِهَنِيّة أيضًا.

إنّ الضغط لإثبات مهنيتنا وموثوقيتنا يدفع الكثير منا لتجاهل حدودنا في العمل.

 لكن حاجتك للحدود لا تختفي بمجرد بدء ساعات الدوام، فهناك أخطاء شائعة فيما يخص العمل والحدود. منها أن تكون "مفرط المسؤولية" —أي  تتحمل مهام لا تعود إليك، بدافع الخوف من أن أداء الآخرين السيئ سيؤثر عليك.

 إذا كنت كذلك، تَرَاجَعْ خطوة، تحمّل مسؤولية مهامك فقط، واترك الآخرين يتحملون مسؤوليتهم.

خطأ آخر شائع، وهو الإفراط في العمل، وهو ما يعني محاولة إنجازِ أكثر مما يستطيع شخص واحد فعله. إذا كنت دائمًا مثقلًا بالمهام، فالمشكلة ليست فيك، بل في رئيسك الذي لا يعرف كيف يوزع العمل. لا تتحمل مسؤولية مشكلة ليست مشكلتك.

ولا يقتصر الأمر على الرؤساء —فالزملاء الناقدون باستمرار يمكنهم أن يكونوا مصدر ضغط أيضًا.

لكن تَذَكَّر أن الحدود تتعلق بالملكية: فأنت لا تملك مشاعر الآخرين السلبية تجاهك.

 إذا لَزَم الأمر، يمكنك مواجهتهم بلطف، ومنحهم فرصة للنمو. لكن في النهاية، مشكلتهم تخصهم وحدهم.

وأخيرًا، لا تنس أن تضع حدًا بين العمل والمنزل: اترك توتر العمل في العمل، وتوتر المنزل في المنزل. إنّ العمل لا نهاية له — فدائمًا يوجد المزيد. لكن وقتك محدود.

 تذكّر: إذا لم تستطع قولِ لا للعمل، فأنت تقول لا لأشياءٍ أخرى تجعل الحياة جديرة بالعيش.


الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
د. هنري كلاود
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00